الخميس، 6 ديسمبر 2012

مفهوم واهداف التربية الخاصة

مفهوم واهداف التربية الخاصة


(1) مفهوم التربية الخاصة :


    يعتبر مصطلح " التربية الخاصة " من أكثر المصطلحات المتداولة في هذا القرن، والأكثر أهمية لما يقدمه من خدمة لفئة معينة .
إن كثيراً من الباحثين والعاملين في مجال التربية الخاصة يقصرون استخدام هذا المصطلح على فئة المعاقين فقط، وبعضهم على فئة المسنين فقط، وهذا مجاف للصواب.
إن هذا المصطلح صالح لكل الفئات المحتاجة لنوع خاص من الرعاية، سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو تربوية.
إن الإعاقة بكل صورها واحدة من القضايا الاجتماعية التي لم تقتصر آثارها على الأسرة فحسب بل إنها أرقت قطاعا كبيراً من المجتمع، ولذا أصبحت معالجة هذه المشكلة محط وعناية واهتمام الكثير حتى إن هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة اعتبرت عام 1981م عاماً دولياً للمعاقين .
ومع هذا فإن خدمات هذه الفئة في الوطن العربي ما زالت محدودة ومقتصرة على فئتي الإعاقة البصرية والسمـعية بل قد تكون في بعض دولها نادرة .
إن ميدان التربية الخاصة من الميادين التربوية التي واجه العديد من التحديات حتى برز الاهتمام به مؤخراً ، وأصبح يحتل مكاناً بارزاً كبقية الميادين التربوية والعلمية المختلفة .
إن التربية الخاصة تسعى لمساعدة غير العادين على تطوير مهاراتهم وقدراتهم كي ينموا أو يتعلموا، أو يتدربوا، أو يتوافقوا مع متطلبات حياتهم اليومية، أو الأسرية، أو الوظيفية، أو المهنية، وبذا يمكن لهم أن يشارك في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدر ما يستطيعوا وبأقصى طاقة ممكنة . بغض النظر عن مدى الإعاقة أو مستوى القصور في تطورهم .
لقد بدأ الاهتمام بهذه الفئة عن طريق إيجاد المشروعات والمبادرات التي تخدمها، وكذا الكوادر المدربة للقيام بدور يخفـف على الأقل من معاناتها .
ولما كانت ظاهرة الإعاقة ترتبط بمجموعة متشابكة ومعقدة من العوامل المؤثرة فيها، سواء الصحية أو الوراثية ، أو الثقافية أو الاجتماعية، فالواجب إذن عدم الاقتصار في الخدمات الوقاية لهؤلاء على الإجراءات التي تحول أو تقلل من احتمال حدوث الإصابة فقط، بل إن الواجب اشتمالها على حلول أخرى تحول دون تطور الإصابة إلى حالة من العجز أو تطور حالة العجز إلى حالة الإعاقة .

وعلى هذا فالتربية الخاصة هي نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواء في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيـعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية .
إن هذه البرامج لا تكون في نمط واحد لكل الحالات، بل إن كل فئة من ذوي الحاجات الخاصة تحتاج إلى نوع خاص من الوسائل التي تستطيع بها مسايرة غيرهم في التعلم والعمل، فما يحتاجه المعاق عقلياً يختلف في حاجياته عن المعاق بصرياً أو سمعياً أو حركياً ، فتختلف أنماط المعالجة نظراً لاختلاف حالات الإعاقة .
إن التربية الخاصة تعالج التباعد بين نمو هذا الطفل وبين نمو الطفل العادي ، فكلما زادت درجة التباعد كلما زادت الحاجة إلى أشكال مختلفة من التربية الخاصة كذلك تعالج درجة التباعد في النمو داخل الفرد نفسه، كما تعالج أثر العجز أو الإصابة على التحصيل في المجالات الأخرى .




(2 ) أهداف التربية الخاصة :

    أشرنا فيما سبق أن التربية الخاصة تتضمن دراسة الانحراف عن المعيار العادي عند فئة معينة، سواء كان هذا الانحراف في التحصيل الدراسي أو المهني بحيث يترتب على هذا الانحراف إيجاد طابع معين من الخدمات ليتمكن به هؤلاء من تحقيق أقصى ما تسمح به قدراتهم وإمكانياتهم .
ويمكن إجمال أهداف التربية الخاصة في النقاط الآتية :
1- التعرف على الأطفال غير العاديين من ذوي الفئات الخاصة من خلال أدوات القياس والتشخيص التي تتناسب مع كل فئة .
2- وضع البرامج التي تتناسب مع حاجة هـذه الفئة سواء التعليمية أو العملية .
3- إعداد الوسائل التعليمية المناسبة لكل فئة من هؤلاء لتسهيـل وصول المعلومات إليهم .
4- إعداد البرامج التي تساهم في العلاج والوقاية من الأمراض بشكل عام، والعمل بقدر الإمكان على تقليل حوادث الإعاقة .
5- التوسع في إيصال برامج التربية الخاصة لكل محتاج وفي أي مكان ، وذلك لإذابة المركزية في هذه البرامج بحيث يسمح هذا التوجه بإعطاء صلاحيات اتخاذ القرارات وتنفيذها في كل المناطق .
6- تغيير جذري في اتجاهات المجتمع تجاه هذه الفئة ، وذلك بدمجهم في المؤسسات التربوية العادية وتلبية حاجاتهم بغض النظر عن شدتها مما يزيد من فرصة مشاركتهم في الحياة العلمية والاجتماعية .
إن أهداف التربية الخاصة تتطور بتطور الاستراتيجيات التي تخدم هذه الفئة، وبما يمكن إيجاده من طرق تربوية جديدة تساهم في جعلهم مواطنين يعتمدون على أنفسهم ومنتجين لخدمة بلادهم .
إن التربية الخاصة تؤمن لأفرادها حياة تساير العاديين في التعلم والعمل بحيث لا نقف عاجزين عن بذل ما نستطيعه تجاههم فبذا تعتـبر التربية الخاصة عملاً إنسانياً نبيلاً .

هناك تعليق واحد:

  1. التوحد ، الشلل الدماغي ، تعديل السلوك ، الاعاقة العقلية ، تعليم النطق للأطفال ، علاج التأتأة ، صعوبات التعلم ، الصم ، متلازمة داون ، العي ، الارشاد الاسري ، الاضطرابات النفسية ، التأهيل الشامل ، تنمية الذكاء ، تخصص العلاج الوظيفي ، منتسوري ، فوائد الرياضة

    ردحذف